تقارير

هل أنهت كوبا أمريكا الجدل التاريخي حول أفضل لاعب في التاريخ

أنصار النجم الأسطوري ‎ميسي وعشاقه حول العالم انتظروا فوزه بكأس ‎كوبا أميركا ليعلنوا حسم الجدل الكبير حول أحقية موهوب ‎الأرجنتين البارع في أن يكون “الأفضل عبر العصور” بعد كل ما قدمه ويواصل تقديمه من إبهار خيالي عبر عقدين من الزمن.

‏المقارنات المستمرة بين “البرغوث” وبين معلمه الخالد ‎مارادونا صنعت حالة من الحيرة الشديدة بين عشاق الكرة العالمية لكن ليو اعترف دائماً بأن الأيقونة الراحل هو الأفضل عبر التاريخ في حين كرر الأخير كثيراً أن نجم ‎برشلونة لا مثيل له في العالم.

‏كابوس عدم التتويج بلقب دولي مع “الألبيسيليستي” طارد ميسي منذ بداياته الأولى قبل 14 عاماً ولم ينجح الأمر حتى عندما اجتمع مع مارادونا عام 2010 وأجهده الفشل رغم قيادته “راقصي التانجو” إلى 3 نهائيات مؤخراً.

‏”حقبة خشبات الأرجنتين” الجملة الساخرة الشهيرة كانت المبرر الدائم المنطقي الذي يلجأ إليه عشاق “البرغوث” لأن موهبته كانت تتفجر في ملاعب ‎أوروبا وتطيح القاصي والداني بالتعاون مع “رفاق لاماسيا” القدامى ثم تنقلب الصورة إلى قاتمة بقميص “السماوي”.

‏”كوبا أميركا” ابتسمت أخيراً لميسي في ظل امتلاك منتخب الأرجنتين لفريق متكامل إلى حد كبير خاصة مع حارسه الرائع ‎مارتينيز وخطوط متماسكة وأداء قوي من أغلب اللاعبين وهى البطولة التي لم يتمكن مارادونا أو ‎بيليه من الفوز بها.

‏ميسي في تلك النسخة اللاتينية أعاد إلى الأذهان ما قام به “الساحر الراحل” عام 1986 عندما أسهم في 71.4% من إجمالي أهداف الأرجنتين في ‎كأس العالم مقابل 75% لـ”البرغوث” في كوبا أميركا وكلاهما رقمان قياسيان في البطولتين.

‏قيمة التتويج باللقب “المونديالي” مقارنة بالكأس القارية فتح باب جدل آخر لكنه أعاد إلى الأذهان “الرواية القديمة” التي لم تُحسم حتى الآن منذ 40 عاماً حول من الأفضل بين بيليه ومارادونا والتي أجهدت المتخصصين والمتابعين من دون حسم واضح.

‏بيليه حصد 3 ألقاب في كأس العالم منفرداً عبر التاريخ وسجل 12 هدفاً لكنه لم يحصل على “الحذاء الذهبي” في أية نسخة بل إنه أحرز هدفاً وحيداً عام 1962 وغاب عن آخر 4 مباريات في بطولة ‎تشيلي ولم يُتوّج بألقاب أخرى مع ‎البرازيل.

‏الحسابات الرقمية قد تمنح بيليه التفوق لكن أسطورة مارادونا في مونديال 1986 وقيادة ‎نابولي ليتحول من فريق عادي إلى بطل في ‎إيطاليا و ‎أوروبا صنعت مقارنة جدلية لم ولن تتوقف فقد تفوق “الجوهرة” مونديالياً ولمع “الساحر” أوروبياً وأبدع مهارياً.

‏”الدون” البرتغالي الأسطوري كريستيانو ‎رونالدو يظل عنصراً أساسياً في تلك المعادلة المثيرة للجدل رغم عدم فوزه هو الآخر بكأس العالم لكن التتويج بـ”يورو 2016″ ثم دوري الأمم منحاه “المجد الدولي” المطلوب رغم تسجيله 3 أهداف فقط في كل بطولة.

‏”الظاهرة” رونالدو يملك لقبين في المونديال وهو هداف البرازيل التاريخي فيها بجانب 3 كؤوس كبرى أخرى و‎زيدان صنع مجد ‎فرنسا الأكبر في نهاية القرن الماضي و ‎رونالدينيو حصد الألقاب وأمتع الجميع بمهارات من كوكب آخر وغيرهم من الأساطير.

‏المنطق المحايد يؤكد اختلاف تكتيك كرة القدم عبر العصور والغريب أن أسس المقارنات لا تتفق أبداً بين تتويج بلقب دولي أو أكثر أو حصد لقب قاري أو على صعيد الأندية أو بتقديم مهارة فريدة من نوعها ولهذا لا يمكن عقد تلك المقارنات.

‏الخلاصة أن الأرقام القياسية المخيفة التي حطمها “العبقريان” ميسي ورونالدو في الحقبة الحالية تجعلهما خارج جميع المقارنات لكن لكل منهما رونقه ومهاراته وأن محاولة تفضيل أحدهما أو أي لاعب أسطوري سابق آخر هو جدل لا معنى له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى