أخبار

جاء من تونس ليدافع فأصبح العقل المدبر في الأهلي

ثلاثون عام من علي معلول، كان لنادي الأهلي نصيب منها خمس سنوات حفرت الكثير من الذكريات الجميلة في أذهان الشياطين الحمر، في مدرسة التقويم في الصفاقسي ولد المدافع الهداف وفي النادي الأهلي ولدت روح الأهلي من جديد بعد رحيل وائل جمعة ومحمد أبو تريكة.

يحتفل العالم أجمع في الأول من يناير بقدوم عام جديدة دائماً، بينما في مصر بات هذا التاريخ يحمل مناسبتين لملايين يعشقون الفانيلة الحمراء، لأن إحداهم حمل روح تلك الفانيلة ولم يرضي بتركها ترحل مع رحيل من حملوا روح الأهلي قبل أرواحهم.

فأصبح الأول من يناير موعداً لأماني جديدة بأيام تحمل في طياتها الخير بحياتهم والثانية ذكرى ميلاد علي معلول، الظهير الأيسر الذي لم يكتفي فقط بحماية الأسوار الخلفية لملعب الأهلي، بل جسد مقولة الظهير العصري عندما قرر أن يجمع بين وظيفته الأساسية في الدفاع ومهام ثانوية في الهجوم، كانت ثانوية في عرف اللاعب الظهير، لكنها أبدا لم تكن ثانوية في مشوار الأهلي محلياً وعلى الصعيد القاري وبكل إستحقاق يواجه الأهلي، بل هي العلامة الفارقة بكل إبتسامة تزور عاشق الفانيلة الحمراء.

علي معلول جاء ليدافع لكنه غدا مدافع ومهاجم وصانع ألعاب وقائد بلا إشارة.

لا يكتفي بما هو مطلوب منه في الشق الدفاعي من قطع للكرات وتحطيم لمرتدات الخصم والتفوق ببساطة وسلاسة على خصمه بالمواجهات الثنائية وعدم تركه لأي مساحة يتنفس بها الخصم لما يغطيه لقلبي الدفاع والمساحة بين الدفاع ووسط الميدان.

بل يعتبر علي إحدى صناع اللعب وإضافة مميزة لعناصر خط الوسط وخط الهجوم، بتمريراته المفتاحية وتمريراته الحاسمة ونجاعته بالتهديف عندما يتوغل بالأمام مستفيداً من ذكائه بالتمركز والتحرك بين الخطوط.

دور معلول في الأهلي لا يقتصر فقط على ما تتحدث عنه الأرقام، فعلي ومنذ مجيئه يعتبر لاعب مؤثر على المستوى المعنوي للفريق، فتواجد معلول يعني بث الروح الإنتصارية لكافة عناصر الفريق وتعزيز الإيمان بتحقيق الفوز وبأن الأهلي قادر أي كانت تلك الظروف التي يواجهها.

علي معلول، جاء ليدافع لكنه أصبح صانع ومسجل وقائد وعنصر يجعل غرفة الملابس جاهزة للتحدي دائماً.

علي معلول، من لاعب بدايته رفيق للمدرجات لا يعرف أرضية الملعب إلا بإوقات نادرة، إلى حاملاً للتاج الإفريقي معتبراً من أبرز صناعه، قصة إصرار شهد عليها النادي الأهلي لإبن تونس الذي يحتفل اليوم بثلاثين عام احتوت على مصاعب البدايات وورقة إنجازات لم تطوى تحقق منها في الصفاقسي ومنها في الأهلي، لم تطوى بعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى