تقارير

4 ملفات مهمة على طاولة لابورتا يجب عليه التعامل معها

أخيرًا أسدل الستار عن فصل مهم جدًا من فصول برشلونة الإدارية والذي عصف باستقرار الفريق بعد فترة من المشاكل سواء المالية أو الإدارية أو الرياضية في الأونة الأخيرة، وأخرها كان خبر القبض على رئيس النادي السابق “جوسيب ماريا بارتوميو” مع آخرين.

جاء فوز الرئيس السابق “خوان لابورتا” بالانتخابات لفترة جديدة، ليعزز عند جمهور وأعضاء برشلونة عودة الأمل في فريقهم مرة أخرى، فهم ينظرون إلى لابورتا في هذا الوقت كمنقذ لهم من طريق اللاعودة الذي كان يسير فيه النادي وخاصةً فريق الكرة الخاص به.

لا شك بأن فوز لابورتا سيأتي بالكثير من الآمال والتطلعات الكبيرة التي يحلم بها جمهور البلوجرانا، ولكن هناك أربعة ملفات رئيسية يجب على لابورتا التعامل معها بشكل حاسم حتى يعطي لكل من ينتمي إلى النادي الكتالوني ما يثبت بأنه جاء ليغير الحالة الحالية للنادي، وأنه يحاول فعلًا أن يعيد الفريق لما كان عليه في سابق عهده.

إشكالية ميسي

بالطبع أول تلك الملفات المهمة والشائكة التي يجب على لابورتا ومجلس إدارته التعامل معها هو موقف ليونيل ميسي من التجديد للنادي أو الرحيل عنه.

لا يخفى على أحد المشاكل الكثيرة التي ورطت إدارة بارتوميو فيها أسطورة الفريق، حتى فاض به الكيل وخرج للعلن ليبين موقفه من تلك الإدارة السابقة رافضًا التعامل معها ومؤكدًا أنه قرر تقديم طلب بالرحيل إليهم، لكن الشرط الجزائي الكبير في عقده -المقدر بـ700 مليون يورو- وقف حائلًا لمغادرته، فآثر ميسي عدم الدخول في قضايا ومساومات ضد ناديه وفاءً له، وقرر الاستمرار حتى نهاية عقده الحالي والذي ينتهي بنهاية الموسم الجاري، وبعدها سوف يقرر الرحيل بهدوء ومجانًا أو أن يستمر في ناديه الذي نشأ فيه إذا ما وجد أن هناك ما قد يغير موقفه.

بالطبع جماهير البلوجرانا تريد أن ترى ميسي يرتدي قميص فريقها حتى نهاية مسيرته، ولذلك على لابورتا أن يقوم بتحقيق هذا الأمر لهم، وحتى الآن لا يوجد ما يثبت بشكل قاطع أن ميسي أقرب للرحيل من البقاء في برشلونة أو العكس، فالأمر حاليًا يقف في منتصف الطريق ما بين القرارين.

تراكم الديون

الخبر السيئ الذي ينتظر إدارة لابورتا، أن مشاكل برشلونة مع بارتوميو ليست إدارية أو رياضية فقط، وإنما مالية واقتصادية أيضًا.

برشلونة خلال الفترة الماضية قد أثقلت كاهله الديون الكبيرة، والتي أصبح البعض منها أو لنقل أغلبها قصيرة الأجل ومستحقة الدفع في وقت قريب، فبحسب ما ذكرته صحيفة ماركا أن ديون برشلونة وصلت إلى مليار و173 مليون يورو، منها 730 مليون يورو قصيرة الأجل.

فلذلك على لابورتا في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي ضربت أغلب المؤسسات ليست فقط الرياضية بسبب جائحة كورونا أن يتعامل مع تلك الديون، ويبحث عن عقود رعاية أكبر لفريقه مع محاولة تسويق بعض اللاعبين ببيعهم بمبالغ تساعده في تغطية هذا العجز الكبير في ميزانيته، ومن أجل تخفيض فاتورة الرواتب التي تؤثر بشكل كبير على ميزان برشلونة المالي.

محاولة إعادة لاماسيا

أما بالنسبة للملف الرياضي الأهم الذي يجب أن يعمل عليه لابورتا خلال فترة رئاسته، هو إعادة إحياء مواهب اللاماسيا مرة أخرى.

في وقت ما سابق، تم تهميش مواهب المدرسة الأشهر على مستوى العالم، لصالح صفقات النجوم أصحاب الأسماء الرنانة، ولا يهم ما إذا كانت تلك النجوم سوف تقدم مردود يستحق المبالغ المدفوعة فيها أو لا، لذلك بدأت المواهب تتسرب من المدرسة إلى فرق أوروبا المختلفة بحثًا عن فرص في أماكن أخرى.

وقد عاشت مدرسة لاماسيا سابقًا في حقبة لابورتا عصرًا ذهبيًا أشرف عليها في ذلك الوقت المدرب بيب جوارديولا، والذي أعطى الفرصة لمواهبها الكثيرة فرصة الظهور مع الفريق الأول وبالفعل لم يخيبوا ظن مدربهم أو رئيس ناديهم وأكلوا الأخضر واليابس في القارة العجوز خلال فترة وجيزة، لذلك فإن استعادة الإعتماد على مواهب المدرسة من شأنه أن يضرب عصفورين بحجر لناديهم.

فأولًا: سوف تكون تلك المواهب في المراكز المختلفة، داعمًا جيدًا لقائمة المدرب رونالد كومان في ظل انخفاض مستوى بعض اللاعبين الأساسيين أو الإحتياطيين في بعض المراكز، وبالتالي فيمكن الإعتماد عليهم وإعطاؤهم الفرصة لتقديم ما يمتلكونه من قدرات بشكل أكبر.

ثانيًا: في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي أثرت على مداخيل برشلونة وغيره من الأندية فإن القيام بصفقات كبيرة وكثيرة أصبح أمر نادر الحدوث في الوقت الحالي، لذلك فإن الالتجاء إلى مواهب المدرسة قد يصبح أمر ضروري في الفترة القادمة مع ارتفاع فاتورة بعض نجوم المستوى الأول الذين يرغب برشلونة في التعاقد معهم من أنديتهم.

المنافسة على الصفقات الكبيرة

إذا كان لابورتا في عهده السابق قد أخذت مدرسة لاماسيا معه الفرصة لإظهار ما يمتلكه أبنائها من قدرات، فإنه في نفس الوقت لا غنى عن التعاقد مع اسم أو اسمين من الأسماء الشهيرة على الساحة الحالية، فلا يبدو بأي حال من الأحوال أن لابورتا سوف يقف مكتوف الأيدي ومتفرجًا على الغريمين ريال مدريد وبرشلونة وهما يقومان بصفقات محتملة خاصةً الأول، والذي أرتبطت باسمه بعض المواهب اللامعة التي يتغنى بها الجميع حاليًا مثل “كيليان مبابي” و”إرلينج هالاند”.

فكما سبق وأن فاز لابورتا بالتوقيع مع رونالدينيو الذي مثل حجر الأساس في عودة فريقه مرة أخرى للواجهة الأوروبية، فإنه يجب عليه أن يزاحم ريال مدريد وغيره من الأندية الكبيرة في الصفقات الضخمة من أجل الفوز بإحداها خلال فترة إدارته للنادي، فهي من ناحية سوف تفيد النادي ماليًا ورياضيًا، ومن ناحية أخرى سوف تفيده هو شخصيًا بتلميع اسمه بشكل أكبر كما حدث في السابق.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى