تقارير

هل يُعاد موسم ليستر التاريخي مرة أخرى؟

أعتقد أنك في وقت من الأوقات مثل الكثيرين، شبهت هذا الموسم الحالي في الدوري الإنجليزي الممتاز بشكل مبكر بموسم ليستر سيتي التاريخي الذي توج فيه بطلًا للبريميرليج.

بالتأكيد بأن من ضمن أسبابك لهذا التشبيه ما يحدث حاليًا من وجود توتنهام على قمة جدول الدوري، بالإضافة إلى منافسة ليستر له في الأسابيع الماضية قبل أن يسقط للمركز الرابع، لكنه ليس بعيدًا بعدد النقاط عن المتصدر أو قل عن المتصدران.
وبالتأكيد أيضًا بأن من ضمن أسبابك، أن بعض الكبار يترنحون هذا الموسم، ولا ينافسون منذ بداية انطلاقته على المراكز الأولى، بل هم سقطوا إلى النصف الثاني من الجدول كمانشستر يونايتد الذي عدل وضعيته وآرسنال بالطبع.

لكن هل فعلًا هذا الموسم يشبه موسم ليستر سيتي الإعجازي؟ دعنا نستكشف ذلك في السطور القادمة.

بدايةً، الأمر في رأيي أنه يحتمل الشيئين معًا، قد يشبه هذا الموسم الحالي موسم ليستر التاريخي بالفعل حتى الآن من وجود مفاجآت فيه سواء من حيث النتائج أو من حيث الترتيب الحالي للجدول والذي إن سار على نفس المنوال إلى نهاية الموسم قد نرى بالفعل بطلًا مفاجئًا يرفع الكأس.

لكن في نفس الوقت هو لا يشبه هذا الموسم التاريخي من حيث مضمونه، فهنا ما زال بعض الكبار ينافسون توتنهام على سباق الصدارة مثل ليفربول وتشيلسي، ثاني وثالث الترتيب، وهذا بالرغم من المشاكل التي عند بعضهم سواء من إصابات أو غيابات مؤثرة لكن هذا لم يثنيهم عن الاستمرار في المنافسة.

لماذا هو مختلف؟

لكي يحقق فريق ما لقب دوري، ففي الغالب تجد منافسوه منهمكين في مشاكلهم سواء داخل الملعب أو خارجه، وقليلًا ما أن تجد منافسة قوية على اللقب ما بين فريقان متساويان في كل شيء وفي قمة جاهزيتهما، وليس لديهما أية مشاكل تؤثر على مجرى المنافسة بينهما، وموسم ليستر بالرغم من أنه يبقى تاريخي لفريق الثعالب، إلا أنه كان من النوع الأول.

ليستر عندما حقق الدوري، كان الكبار يتعثرون في مشاكلهم خلال مسيرتهم بالموسم، فمانشستر يونايتد كان وما زال يبحث عن خليفة مناسب للسير أليكس فيرجسون، ومانشستر سيتي كان في أخر عهد مانويل بيليجريني وكانت عناصره لا يوجد لديها ما تقدمه بعد، وليفربول لا جديد بالنسبة له فكان ما زال يبحث عن من يأتي له بلقب الدوري بعد السنين العجاف، أما تشيلسي فكان منغمسًا في مشاكل الفريق الداخلية والمؤامرات التي كان مورينيو يراها تحوم حوله من لاعبيه، وآرسنال حدث ولا حرج، لا يوجد جديد يقال عنهم.

وبالتالي، لم يكن هناك سوى توتنهام مع مدربهم السابق ماوريسيو بوتشيتينو الذي كان ينافس ليستر على صدارة الجدول ثم اللقب، بل إن الجميع انتقد السبيرز بسبب ضياعهم لفرصة تاريخية من أجل تحقيق بطولة تاريخية مع مدربهم الأرجنتيني، قبل أن يسلموا ويرفعوا الراية البيضاء في النهاية ويحصد ليستر اللقب.

أما لو نظرنا للموسم الحالي، فسوف نجد بأن الفرق الكبرى مثل ليفربول وتشيلسي، ما زالت على خط المنافسة مع توتنهام وليستر، ليفربول هو بطل الدوري، ولديهم مدرب متمرس يستطيع أن يعبر بهم أية مشاكل أو أزمات قد تحدث لهم بالرغم من كل ما يحدث للفريق من فقد للعناصر الأساسية واحدًا تلو الآخر في أوقات مهمة.

وأما تشيلسي مع فرانك لامبارد فتقريبًا لا ينقصه شيء بعد كل التعاقدات القوية التي قاموا بها خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية والتي دعمت قائمة لامبارد بشكل كبير، ولم يبق الآن سوى أن نرى عمل لامبارد ومرودوه الذي سيقدمه من أجل المنافسة بجدية ليس فقط على الدوري وإنما على كل الألقاب الأخرى.

لذلك أرى أنه في حال حدث وحقق فريقًا مثل توتنهام بطولة الدوري هذا الموسم أو أعاد ليستر مفاجأته مرة أخرى، فإن هذا الأمر سوف يكون شبيهًا بعض الشيء بموسم الثعالب رفقة المدرب العجوز كلاوديو رانييري بشكل ظاهري، لكن في مضمونه من حيث المنافسة فالأمر مختلف حتى الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى